عبدالرحيم حسين (رام الله)

تجمع عشرات المسيحيين في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة أمس، للمشاركة في القداس الصباحي لعيد الميلاد. وترأس البطريرك بيير باتيستا بيتسابالا رئيس أساقفة البطريركية اللاتينية في القدس، القداس الذي أقيم في قاعة الصلاة القديمة بعد إحيائه في وقت سابق قداس ليلة الميلاد، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، وممثل العاهل الأردني وزير الداخلية سمير مبيضين، ومحافظ بيت لحم كامل حميد، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين وقادة الأجهزة الأمنية.
وقال بيتسابالا: «في هذه الليلة المقدسة، نحتفل بميلاد المسيح في بيت لحم، ونعلن مع الملائكة محبة الله لهذه الأرض، ولمدنها، ونريد أن نستجيب للدعوة الموجَّهة إلينا وهي أن نكون صانعي سلام، وشهودًا مقتنعين وقادرين على الإقناع بضرورة المشاركة والحوار».
وأضاف: «نريد أن نسكن هذه الأرض مع المسيح، فلا نهجرها. نريد أن نشارك في آلامها ومخاوفها وأحزانها وآمالها. نريد أن نسير معا في طريق الخلاص، مستعدِّين لبذل كل جهد والتزام كلِّ مبادرة تجعل مدننا مزدهرة ومضيافة، حيث يقدر الجميع أن يجدوا بيتًا وعملا وحياة كريمة ومكتفية». داعيا الفلسطينيين إلى عدم هجر أراضيهم.
وقال عباس خلال مشاركته في عشاء «عيد الميلاد» في دير الفرنسيسكان: «لا أنسى العلاقة التي تربطنا بقداسة البابا فرنسيس، وكنا سعداء بهذا الرجل العظيم، رجل السلام». وأضاف: «من لا يعرف الفاتيكان فهي من أوائل الدول، وبالذات الدول الأوروبية، التي اعترفت بدولة فلسطين بدون طلب أو ضغط منا على أحد، وهذا ما نطالب به ولكن مع الأسف لم نتمكن أن نصل إليه، بل بالعكس ما حصل في السنة الماضية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قام بمبادرات مخالفة تماما للشرعية الدولية».
وأشار عباس إلى أن ترامب اعترف أن القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل وهذا غير موجود في الشرعية الدولية، وكذلك نقل سفارته إلى القدس أيضاً، ومن ثم عاقب اللاجئين جميعا بإغلاق الأبواب أمام الأونروا، إضافة إلى ذلك أنه شرّع بشكل واضح الاستيطان، وقلنا له إن هذا الكلام لا يمكن أن نقبل به. وأضاف: «نريد من ترامب أن يتراجع عن هذا وأن يطبق الشرعية الدولية، على الأقل هناك قرار صدر في عهده، لم يكن في البيت الأبيض، وإنما بعد أن أصبح رئيسا، عن مجلس الأمن الدولي يحمل رقم 2334 يرفض تطبيقه، رغم أنه صدر في عهده، فهذا ما نريده من ترامب».
وأكد عباس «نحن لسنا أعداء لأحد ولا أعداء لأميركا، نريد صداقة أميركا وعلاقات طيبة معها، ولكن عليها أن تنظر إلينا بعين العدل، ولا نريد أكثر من ذلك، فقط أن تكون عادلة وأن تطبق أي قرار من القرارات الكثيرة التي اتخذتها الأمم المتحدة، 720 قراراً في الجمعية العامة، وأي قرار نقبل به، و86 قرارا في مجلس الأمن، وأي قرار نقبل به، ولكن مع الأسف يغضون النظر عن هذه القرارات جميعا ويرفضونها».
وشدد عباس قائلا «لن نيأس ولن نمل، ولن نلجأ للعنف، نحن نحارب العنف والإرهاب كما تحاربه أي دولة محترمة في العالم، بيننا وبين دول العالم 83 بروتوكولا أمنيا، بمعنى واحد أننا مع هذه الدول نحارب الإرهاب وأول هذه الدول الولايات المتحدة الأميركية، فالإرهاب لا دين ولا قومية ولا أصل له وهو معادٍ للإنسانية ونحن لن نقبل أن نكون ضد الإنسانية، وكل عام وأنتم بخير بعيد الميلاد المجيد، أعاده الله عليكم وعلينا وعلى كل إنسان مسيحي ومسلم أو غير ذلك بالبركات والسلام والأمن».